لعبت مصر دور البطولة المطلقة في المجال الثقافي العربي خلال معظم القرن العشرين. فقد أنتجت منذ النصف الأول من القرن الماضي، مدعومة بديموغرافيتها وبنشاط نخبتها الفكرية، الأدب الحديث والخطاب النقدي، إضافة إلى الفنون التصويرية والموسيقى والمسرح والإذاعة والسينما العربية. استطاعت مصر أن تصدّر نموذجها الثقافي ولغتها إلى المنطقة العربية. قد تلاشت اليوم هذه الهيمنة إلى حد كبير، فتواجه مصر تحدي الحفاظ أو إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها، علما أنها تقع في منطقة أصلاً مهمشة على الساحة الثقافية العالمية…

من سيطرة إقليمية سابقة. إن العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين يؤكد شعور عام بفقدان الأوهام، على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي، وذلك في أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان. لكن دراسة الخطابات الإيديولوجية والدينية والثقافية والفنية التي تُنتجتها مصر اليوم لا تعني الاهتمام  بأثر بعد عين، فبالعكس، تظل «أم الدنيا» أحد المراكز الرئيسية لإنتاج ولاستهلاك ثقافة عربية نابضة، تعبر عن قضايا ما بعد الحداثة وما بعد الاستعمار.

يجمع هذا الخط البحثي بين الدراسات الثقافية واللغويات الاجتماعية والدراسات الأدبية وعلم الموسيقى، ويقارب مصر من خلال إنتاجها الخطابي الثري بجميع أنواعه. 

وضمن هذا الإطار، يتابع مركز سيداچ سلسلة دراساته الموسيقية، من خلال سيمنار الموسيقى والصوت وحفلات أصوات. 

ويرتبط بهذا المحور البحثي أيضًا مشاركة سيداچ في سيمنار سيليكما المكرس للأدب العربي المعاصر.